اعداد -محمود أبو مسلم
تعد الأمومة من أهم الأعمال الإنسانية المنتجة حيث تقوم على إنتاج الإنسان وبنائه
وبهذا يقل شعور المرأة بالعجز والدونية وعدم الجدوى ويزداد إحترام الجميع لها وخاصةً الرجل
فتخليها عن بيئة العمل ليس تضحيةً بحياة الحرية وإنما فيه الصون للزوج والأبناء معاً
فقد بات خروج النساء للعمل فى المجتمعات العربيه حديثاً لغوياً شائعاً يصعب حسمه وإجماع الأراء حوله
فما الذي يدفعكِ للإستيقاظ باكراً؟
وما الذي يجبركِ على ترك صغارك وحدهم أو مع جليسةٌ لا تعلمى عنها سوي إسمها؟
وما الدافع وراء تحملكِ لموجات الغضب الناشئه عن تأخيركِ بضع دقائق عن ساحة العمل؟
لتأتى الإجابات صريحة جليه
حينما تفوهت كل النساء
وأكدن على أن رقعت الحياة الإستهلاكيه قد اتسعت
وأن المطالب قد ارتقت
والأشياء الثانويه لم تعد ثانويه فالرفاهيه أصبحت أسلوب حياه لذلك اضطرت النساء للعمل
ناهيك عن السبب الأساسي الذى يمثل هاجساً لكل امرأة عاملة
وهو أنها تخشى تشريد الصغار وتخاف الغدر الواقع عليها من الرجل عقب الإنفصال وكأن الرجل ذئباً دامياً
ليخرج لنا أمين محرر النساء
نعم هو رجلٌ لكن هتف بالمساواه والتحرير للعفيفات
فابتدع لنا حقوق المرأة
وغرس بعقولنا أنك حين تعطيها الحق بالتعليم والتعلم والعمل وما سواهما فأنت رجل متحضر
Gentleman
وما للرجل الضغيف حيله سوي الرضوخ للأمر ذاته
ولم أقصد هنا ضعف الحيله فالرجل العربي كما عهدناه بكل العصور قوى البنيان هش القلب تُضعفه دمعة الزوجه ولا تستهويه توسلاتها
لذلك أعطاها مساحتها الشخصية وجعلها سيدة مجتمع وكل هذا بسبب لين قلبه
وحين فعل رأيناها تتسكع بالأسواق بما لا يُناسب عقيدتنا
واستمر السعى المفعم بالجهود المرتبطه بإثبات الذات والتحرر من قيد رجلٍ أهوج طائل الأزرع كما هيئوا لها
وعُممت الشعارات لتهتف بأباء صالحين
مُلزمين بتحمل مسئولية الأبناء
وتنفى تلك الشعارات عن المرأه الصله بأعباء التربيه بعد أن خيلوا لها أنها تكدح كالرجل
لذلك رفعت كل النساء شعار المساواة ببتها
وأصبحت تطالب زوجها بإقتسام التربيه ومهام المنزل ولولا أنها تخشى الهجوم لطالبته بإرضاع الصغار بدلاً منها
وباتت النساء مشوشةٌ بين القيادة بالمنزل أو القيادة بالعمل فضُيعت أنوثتها
وحاوطها الصراع النفسى والسعى وراء المنصب
وتشوهت فطرتها المتمثلة في الخضوع والإمتثال لأوامر الرجل فى إطارٍ قويم
لتلقي بنفسها في دوامة صراع الأدوار
متسائلةً
كيف لا يُجابهنى بأمور المنزل وأنا بمنصب أرمق منه؟
وهنا يحدث لها ما يسمى بالإرتباك الإجتماعي
فهى فى الصباح مديرة ينحنى أمامها من الرجال أصنافاً وفى المساء خادمة تجلو الأطباق وتطعم رجل لا يقدر مكانتها
وهنا يأتى دور الصراع الحاد وتسوء نفسيتها وقد يصل بها الأمر إلى الإنفصال من أجل تحقيق كينونتها
(وعلى الجانب الأخر)
رغم أن هناك نساء يخرجن للعمل من أجل إثبات قدرتهن
على الإبداع والعطاء ووضع بصمتهن أينما حلّنن
هناك من النساء من تدفعها الظروف المادية الصعبة للعمل كعجز الزوج مثلاً أو وفاته باكراً
وأياً كانت الأسباب
فما ذنب الأطفال أن يُحرمواْ عاطفة الأمومة؟
فبمجرد إبتعاد الأم عن الأبناء وتلهيها بدوامة العمل
يحدث خلل في مفهوم “الأمان” لدى الطفل والذي يتبعه نقص في العواطف والمشاعر فهو لا يستوعب أن أمّه التي تزوّده بالحنان ذاتها التي تغيب عنه لساعات طول
فيصاب بحالة من الإنفصام النفسي
وينتقل بمرضه إلي مراكز للرعاية المسمّاه
بــ “الحضانة” حيث يترك الأهل الطفل بين يدي شخص غريب في بيئة لم يعتد عليها
مما يؤدي لإصابته بصدمة نفسية ينجم عنها قلة ثقة الطفل بوالديه في ظل شُح الرعاية وشحذ الإهتمام
وتقابل المرأة العاملة مشكلة أساسية ظاهرة وهى أنها تبدو مع الزمن أكثر تقدماً في العمر من النساء اللواتي في سنها وتدخل في ميدان الشيخوخة باكراً وهذا ما أثبتته الدراسات مؤخراً
ورغم النية الطيبة التي تحملها بعض النساء حول خروجها للعمل لمساعدة الزوج
إلا أنها تخسر زوجها
وتتدمر علاقتها بأبنائها فبدلاً من مشاركتكِ له فى الأعباء والإضطرار للعمل قدّمي له العون ليقوى على تحمل الصعاب وقللِ مطالبكِ
وهنا ستتحسن الحياة دون إضطراكِ للعمل